الخميس، 8 أبريل 2010

احياناَ

احب منظر البحر كثيراَ , وتشدنى حركة الامواج المتتابعة امامى على الشاطىء
وعلى حسب كل شخص وما يشعر به .تكون مقدرته على فك شفرات الرسالة المرسلة خلال تحركات الامواج
عن نفسى اشعر معظم الاحيان بأن الرسالة عالية الصوت وشديدة الوقع على مسامعى
فاسمعها تردد وتردد وتردد نفس الكلمة : وحيدة.. وحيدة .. وحيدة
اسمعها تصم اذنى بتكراراها الرتيب
وعلى قدر سرعة تحرك الموجات الرشيقات تكون سرعة تردد الكلمة باذنى
وحيدة.. وحيدة......................وحيدة
فارجوها ان ترحمنى من زكرها لانى بالفعل اشعر بها ,, ولما انا على شاطئك الان؟
انا وحيدة نعم.. وانتى ايتها الامواج رفيقتى , فهل تسمحى لى؟؟
احياناَ اشعر انك شخص طبيعى وواقعى يتسم بما اتمنى ان اجده... اذن صاغية , وصدر رحب, ونصيحة وكتوم!!
بدون عصبية او سلبية او تصرفات ذات مصلحة خاصة,, فقط يستمع بصبر وحكمة ويرشد ويعلم ويفهم وقد يدلل ايضاَ
ولما لا؟؟؟
المهم فى ذات يوم قررت ان ادع لخطواتى الحرية دون اختيار مكان معين للذهاب اليه فأخذتنى خطواتى اليك
ومع انى ترددت كثيراَ خشية الا تتقبلنى وانا فى مثل هذه الحالة المتكررة من فقدان التوازن والاحتياج المستمر الى من يستمع
وقد تتعجب وتستنكر ضعفى , وتشجب وتتسائل لماذا؟
لكن صدقنى لو كنت اعرف السبب ماكنت وجدتنى عندك الان..
صدق او لا تصدق . فانا احتاج لصديق , ولكن ليس الصديق ذو الصفات المعروفة
لكنى احتاج لصديق من نوع خاص وقد يكون غير موجود فى واقعنا هذا..
احتاج لصديق مستمع و.. كتوم,, لا استحى من البوح اليه بأى شىء
ولا استحى من البوح امامه بامنياتى وطموحى
وقد اشكو احزانى او مخاوفى
اريد صديقاَ اعترف امامه باخطائى ويتقبل الاعتراف دون سخرية
اريد صديقاَ يكون هو انا
انظر اليه كما انظر الى نفسى بمرآتى اليومية فلا احس بالغربة معه
لانى للاسف قد بدات احس بالغربة امام مرآتى
المهم امسكت حذائى بيدى , ووضعت يدى الاخرى بجيب ردائى, وكاننى ابيت على يدى ان تكون حرة الحركة
لما هى؟ وجسدى باكمله مقيد!!
وبدأت التمشية وامامى متسع من السماء والرمال والمياه
ياليت متنفسى الحقيقى بمثل هذا المتسع !!!!!
لفت انتباهى من تحدى برودة الجو ونزل بالمياه يعاندها وتعانده
ومن استسلم للراحة بكسل على الرمال الصفراء الناعمة
فكأنه بلا هموم او مشاغل .. فقط هو وجسده المتمدد على الرمال.. والسماء فوقه
وهناك الطيور تحلق بحرية وانطلاقه فوق المياه تغطس حين فجأة لصيد سمكة صغيرة
وحينها ترتفع بظفر الى عنان السماء وكانهت ملكت ياقوتة ثمينة او ماسة نادرة
وهناك ايضاَ محبى العدو على الشاطىء يسابقون وكانهم يسابقون الدنيا
كانها تجرى منهم وهم يحاولوا اللحاق بها.. فهل يستطيعوا؟
كل من النماذج السابقة تجمعهم رمال وسماء وطيور وشخوص وامواج
ولكن تفرقهم افكارهم الخاصة.. فكما تقول العبارة: كلُ يبكى على ليلاه..
تنتابنى فى بعض الاحيان لحظة جنون : كأن القى بنفسى وبدون مقدمات وانا بكامل ملابسى بين احضان البحر
او ان اجرى باقصى سرعة على الرمال امامى
او ان اذهب لشخص من هؤلاء الاشخاص المحيطين واقول له مثلا : ازيك!!
او ان اطلب منه الحوار والاستماع او حتى استمع لفضفته الخاصة
ولكن سريعاَ مااعنف نفسى على تلك الافكار المجنونة واحادثها
هذه تصرفات عابثة متحررة , لا نعترف بها فى مجتمعنا , فكفاكى جنون
وقد افيق فجأة من حوارى الخاص على دمعة تنساب من عينى تصحبها اخرى واخريات
فاستحى حتى من بكائى امام العامة وبدون سبب . فاخرج منديلى سريعاَ وامسحها بعنف وتأنيب
واحث نفسى على الرحيل سريعاَ قبل ان يلحظنى احدهم فيأتى ليستفسر ويساند لمجرد العطف او الشفقة
وتأخذنى خطواتى سريعاَ الى المنزل فى النهاية والى حجرتى بالذات
وتنتهى رفقتى بالبحر الى تعب جسمانى ونفسى شديد لانى تكلمت بدون كلام وعانيت بدون معاناة واضحة مفهومة
ولكن فى النهاية اترقب نزهتى الخلوية الى البحر مرة اخرى
متى تسنح لى الظروف...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق